يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ
📚 فهرس عناوين مكتبة نيل و فرات - رجب 1446/جانفي 2025الكاتب: يوسف سامي اليوسف
تصنيف: فلسفة / فكر فلسفي
الناشر: دار رسلان للطباعة والنشر والتوزيع
السّنة: 2016-01-01
ردمك:
السّعر (USD): 2.0
نبذة: قليلة، بل جد قليلة، هي الدراسات التي خصصها العالم العربي الحديث للتراث الفذّ الذي تركه محمد بن عبد الجبار النفري، المتوفي عام 354 هـ / 965 م، والذي لا نعرف عن مسيرة حياته سوى النزر اليسير. وبالتأكيد، لم يكن هذا الشيخ من قبيل الصدفة، ففي الحق أن النصوص الغزية أية حال، فإن هذا المنزع، منزع التجاوز غلى ما وراء الأضداد هو الصوفية في أنقى أحوالها. فالصوفية الخالصة، أو تلك التي تؤمن بأن مملكتها ليست من هذا العالم، إنما تجاهد كي يبلغ الروح البشري الى الفسحة التي لا تحدها حدود ولا تقيدها قيود. وبذلك تغدو الصوفية مطلباً نبيلاً يتجاوب مع حاجات النفس الداخلية بالدرجة الأولى. ولقد حدد الكاتب هذا المنزع تحديداً شديد الوضوح وذلك حين قال في الموقف الثاني عشر: "وقال لي: أتدري أين محجة الصادقين؟ هي من وراء الدنيا، ومن وراء مافي الدنيا، ومن ورائها في الآخرة" [...]. هكذا يمضي الباحث في استشفاف المعاني النفرية التي غاب صاحبها عن أناه بحثاً عنها.. سكن الصوفية... أو سكنته... فسكنت نفسه إليها... وحلقا معاً في عوالم المعنى واللغة وليبرهن النفري ومن خلال نصوصه "المواقف" و "المخاطبات" كاتب أدبي حقاً، أو قل إنه أفضل محاولة بذلتها العربية كي تجعل النص الصوفي النثري نصاً أدبياً يصلح أن يرسم الذائقة والمتعة الفنية، وذلك بفضل ما زوده به النفري... الكاتب من بصائر وأخيلة افتراقية شديدة القدرة على البلوغ إلى النائيات... وهكذا ستكون رحلتك كقارئ مع الباحث في استكشافاته هذه، ودراساته الممتعة حول النفري ونصوصه واختراقاته... رحلة فيها من المتعة الروحية ما يجعلك تتماهى معه في هذه النصوص.